حكايات قلم ( القلم ونور المعرفة ) ..... الحكاية الثامنة

الحكاية الثامنة
القلم ونور المعرفة





بدا لي من الوهلة الاولى بأن القلم يرسم لوحتان مختلفتان كل لوحه تتكلم عن موضوع مختلف لا اترابط بينهما لكن ما ان امعنت النظر فيها حتى تبين لي ان هذه اللوحتان المختلفتان

في الموضوع متشابهتان بالمعنى وذات نتيجة واحده

فقد كانت اللوحة الاولى تتمتع بروحيه المعرفة لوحه ضمت مجموعه من المتلهفين الى نيل المعرفة وهم يحملون القلم والقرطاس بشكلهم الجميل الذي يشكل نصف دائرة مجتمعين

حول معلمهم الكهل الذي يخرج النور من ثناياه قبل خروج علمه الذي ينير طريق الظلام

ذلك الكهل الذي يمثله الوقار والسكينة تملئ المكان وما حوله هذا ما كانت تحمله هذه اللوحة

اما اللوحة الثانية فقد كانت في غايه الروعة والجمال وهي ترسم ذلك النهر العظيم الذي يشق الارض اليابسة ويتفرع منه انهر اخرى وتلك الانهر ايضاً يتفرع منها انهر أخرى فقد

كانت اللوحة في غايه الدقة كأنها خليه نحل في دقتها لوحه تبعث الاطمئنان في النفوس

عندما بدأت أفكر بالمعنى المشترك بين هاتين اللوحتان وبينما ان كذلك واذا بصوت القلم يقرع اسماعي

ما تقول بهاتين اللوحتين

فتوجهت بالكلام اليه قائلاً : كلا اللوحتان تحملان معنى واحد واللوحتان مختلفتان بالموضوع متشابهتان بالمعنى وتدلان على اصل الشيء

فخاطبني القلم قائلاً : ماذا تدلان هاتان اللوحتان

فأجبته : كل خير بين ايدينا لا بد له من اصل وما نملكه هو فرع من ذلك الاصل

فأضاف القلم قائلاً : وأن نحفظ لذلك الاصل الجميل والعرفان