الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: قائد القلوب ..... سماحة المولى المقدس السيد الشهيد الصدر الثاني ( قدس الله سره ) الخميس 26 ديسمبر 2013, 10:15 pm | |
| قائد القلوب هو يوم كسائر الأيام التي يعيشها أبناء هذا البلد حيث الفقر بات شريك حياتهم الأبدي الذي لا يفرقهم عنه سوى الموت ، وتلك الحياة التي لا مكان فيها للضعيف لأنه
سيكون مضطهدا مسلوب الحق وأخيرا سوف يركن بين صفوف العبيد ،
كان هذا الحال حتى بدء يهرم عليها الكبير ويشب عليها الصغير والناس بين من رفع راية الاستسلام وخضع للأمر حيث الملك الذي كان يبادر بالسيف إلى كل من يعلن معارضته
ولو بالكلام فقط ،
كان ذلك الخنوع هو شفقة من أهل ذلك البلد على الأهل والأقربون بل وعلى الأصدقاء أيضا مخافة أن يؤخذ بهم من قبل عبيد ذلك الملك بجريرة حبهم للمتطلعين للحرية ،
أما القسم الآخر من الناس فقد كانوا يبحثون بين صفحات التاريخ وهمم الرجال على من يستنقذهم من وحل العبودية التي كانت أحلك من ليالي الشتاء القارص
كيف لا والسنين العجاف بدئت تدق أبواب من يرتدي رداء العفة وأزار الصلاة ، وبتلك السنين ازدادت معاناة الفقراء حيث جبروت ذلك الملك من جهة والقحط والجوع من جهة
أخرى وتفشت بتلك السنين الأمراض النفسية والاجتماعية حتى بدء اليأس يغزوا القلوب ،
استمرت هذه الحال والناس في ضيق من العيش شديد ومما زاد ذلك هو يأسهم من وجود مدبر لأحوالهم الدنيوية والأخروية الذي يدق أبوابهم ويوجههم لتحسين تلك الأحوال
كان الناس في شتات شبه تام وفي كل شيء حتى بدأت تنقلب موازين الحياة وبات المنكر معروفا والمعروف منكر والأفعال التي كانت منبوذة من قبل أبناء المجتمع والتي لا يتجرأ احد
بفعلها إلا سرا أصبحت شريكة حياتهم وفي أفعالهم اليومية تتكرر أكثر من مرة وفي وضح النهار ومن دون أي رادع ،
والخطر يكمن في عدم استنكار مثل هذه الأفعال ، وفي خضم تلك الأحداث التي تعصف في المجتمع كان هنالك شخص تعيش معه معاناة الناس مجتمعة بشخصه ،
كان كبير الهمة ، عظيم الصبر ،
يعمل كثيرا وبصمت مطبق وغالبا ما يترك أعمالة هي التي تتكلم ، أكثر أوقاته يقضيها بين أفكاره للخروج بفكر يكون بلسم لجراح هذه الأمة ،
قرر أن يتصدى لحل مشاكل المجتمع
ولكنه يعلم بأن لا حل لتلك المشاكل إلا بتشخيص الأسباب الرئيسية لتلك المشاكل ولا يمكن معرفه تلك الأسباب إلا بالعمل الجاد والهمة العالية ،
ومع بزوغ فجر الحرية لذلك اليوم وشروق شمسها الجميل بدء القائد بالعمل الدءوب من اجل انتشال المجتمع من بركة اللامبالاة وبدأت خطاباته تنتشر بين الناس ، بل أكثر من ذلك
حيث بدء الناس يدرسون تلك الخطابات من اجل تطبيقها على ارض الواقع ،
وكان هذا الأمر بحد ذاته قادر على تغيير سلوك المجتمع وإرجاعه إلى جادة الصواب ، لكن طموح القائد هو ابعد من ذلك بكثير لأنه يريد أن يكون المجتمع بحد ذاته قائد للمجتمعات
الأخرى ، وبدأت المرحلة الجديدة لتثقيف المجتمع وبعدة مستويات والناس تتلقى تلك الخطابات بسعادة غامرة ويجعلون منها دستورهم الجديد ، بدء الناس يلجئون إلى القائد لحل
نزاعاتهم وكان المتخاصمون يخرجون من بين يدي القائد وهم سعداء ومطيعين لحكم الحق الذي ينطقه القائد سواء كان لهم أو عليهم وما هذه الطاعة إلا دليل عرفان من المجتمع إلى
القائد
إلى هذه اللحظة كان الملك الطاغية غارق في بحر لذاته وشهواته التي ذاق منها الناس الأمرين تارة لظلمة للمجتمع وأخرى لأوضاعهم المعيشية المتردية يوم بعد يوم ،
بدء الواشون يطلعون ذلك المتجبر على مكانة القائد في نفوس الناس وأنه ( أي القائد ) يريد منافسة الملك على كرسي السلطة بعد أن يتخلص من الملك ،
لكن الذي لا يعلمه الملك هو أن القائد قد تربع على القلوب وليس كرسي السلطة ،
والمجتمع يستشير القائد بكل شيء وهم يتجاهلون قرارات الملك بكل حماس عندها بدء الملك التضييق على الناس أكثر فأكثر ووصل الأمر إلى سجن كل من يتناقل توجيهات القائد
وحتى من يشك منه ذلك ،
وازدادت معاناة الناس وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي حاول من خلالها الطاغية أن يفرق الناس عن القائد ليجعله وحيدا في ساحة المواجهة ثم يتم تصفيته لكن أتت الرياح بما
لا تشتهي سفن الطاغية لأن جميع أساليب الطاغية أتت بالفائدة للقائد حيث أزداد عدد أنصار القائد بالإضافة إلى أن أنصار القائد تمسكوا بموقفهم أكثر فأكثر وجعلت هذه الأحداث الناس
أكثر صلابة من أي وقت مضى وكلما ازدادت معاناة الناس أكثر أزداد الناس التفاف حول القائد أكثر وكانت الأنظار متوجة إلى القائد كونه المخلص من ظلم هذا الطاغية ،
وأمام هذه القراءة لأرض الواقع التي يصعب على الطاغية تجاهلها قام ذلك المتجبر وبأفكار مريضة من تغيير ذلك الأسلوب الهمجي من اعتقالات لأنصار القائد والتضييق عليهم إلى
أسلوب أقبح من ذلك وهو الانفتاح للناس وممارسة حرية التعبير وتبني أفكار القائد ،
ليس حبا للقائد كيف ذلك وهو يراه عدوه اللدود بل لتشويه سمعة القائد لجعله أمام الناس بأنة يمثل سياسة ذلك الطاغية وإن ما يطرح من توجيهات للقائد فأنها تمثل توجيهات ذلك
الطاغية ! لكن هيهات أين الطالح من الصالح ، أعتبر الطاغية نفسه منتصرا إلا أنها مسألة وقت لا أكثر ،
غير أن القائد كان على استعداد دائم لمرحلة جديدة ويبدو بأنه اعد العدة سلفا لأن القائد لم يكن توجيهه للمجتمع عبثا بل كان التوجيه عن دراسة محكمة جدا ولكل مرحلة مفاهيمها
وأهدافها والغاية منها أيضا وأمام هذا المنعطف الكبير أيقن القائد بأن المجتمع وصل مرحلة البحث عن الحقيقة فما كان من القائد إلا أن يبدأ بتوجيه الناس حيث جعل لهم اجتماع
أسبوعي لمناقشة مشاكلهم الدنيوية والأخروية فهب الناس لتلبية هذا النداء وبدء يرسخ مفهوم وحدة القيادة في عقول الناس والذي هو أعلى من أي سلطة تحكم الناس ،
وما أن بدء الناس يتداولون هذا المفهوم حتى بدئت معه مرحلة خطيرة للغاية ولكن القائد يرى لابد منها حيث يعني هذا المفهوم هو المواجهة مع ذلك الملك الطاغية المتجبر والمتسلط
على رقاب الناس منذ سنين طويلة ،
ودارت رحى الأيام على ذلك المتجبر وبدء القائد ينتزع من الجماهير الخوف والرعب الذي زرعه ذلك الملك في قلوب الناس ومنذ سنين طويلة ، ويوم بعد يوم يزداد الناس معرفة
بالمؤامرة التي يريد الملك حياكتها على المجتمع حين ازدادت الأمية في صفوف الناس لكي لا يستطيع أحد أن يفكر في كيفية الخلاص عندها بدء الناس يرفضون الظلم قولا وفعلا ،
أما من جانب الملك فقد كانت الأحداث تسير بسرعة حيث مبعوثي الملك يتدفقون على القائد ومن شتى المناصب لكن يجمعهم هدف واحد ومطلبهم واحد وهو أن يقوم القائد عند اجتماعه
الأسبوعي بالناس أن يدعوا للملك ويذكره بخير ،
أما رد القائد فكان واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار وهو رفض هذا الأمر جملة وتفصيلا بل أكثر من ذلك حين بدء القائد يطالب الملك بتوفير سبل العيش والحياة الكريمة
للناس علنا وهو يجهر بصوته أمام الحشد المليوني من الناس والناس تهتز بالحماس وهي مؤيده للقائد ،
كان هذا الموقف من قبل القائد رسالة إلى الملك بأن الظلم لا دوام له مما جعله يرتعد ويهتز ملكه من أعماقه الذي كان عند القائد كنسيج العنكبوت بل هو أوهن من ذلك ،
مما حذا بالملك أن يواجه القائد وجها لوجه قائلا :
أتيت بفتنة وبثثتها بين الناس
القائد : ومتى كان اللجوء إلى الله فتنة
الملك : ابتدعت مفاهيم وأفكار للسيطرة على العقول
القائد : وهل تتحرر العقول إلا بالفكر
الملك : بدئت تزاحمني على كرسي السلطة
القائد : لا يزاحمك أحد على السلطة ما دمت تعدل بين الرعية
الملك : أنا على علم بما يصلح الناس وهم يساندوني لذلك
القائد : أن كنت على ثقة من أمرك لماذا هذا الاضطراب الذي أراه فيك
الملك : بل أنا قلق على مصالح الناس
القائد : مصالح الناس أن تجيبهم لما يريدون
الملك : بل أجيبهم بالسيف جزاء خيانتهم لي
القائد : وهل توليت أمورهم برضاهم حتى تبادرهم بالسيف
الملك : أني أحذرك بمعارضتك لي ، لأن كل من يعارضني مصيره الموت
القائد : تهددني بالموت وأنت مرعوب ، وستزداد رعبا حين قتلك أياي .
انتهت المواجه بل انتقلت إلى مرحله في غاية الحساسية وهو ما لفت انتباه الجماهير حين ظهر القائد في اللقاء الأسبوعي أمام الحشد المليوني من الجماهير
وهو مرتدي الكفن ليعلنها صرخة مدوية أمام جبروت الظالمين (( سأذهب وأنا ضميري مرتاح ، ويكفي أن في موتي شفوه وفرحة للظالمين )) عندها بادر أنصار القائد إلى ارتداء
الأكفان ليعلنوا للقائد بأن الموت معه أحب إليهم من الحياة بدونه ويبدوا بأن الأيام حبلى بالكثير من الأحداث ،
كانت تحركات القائد وأنصاره تصل مباشرة إلى الملك الطاغية وهو يهيئ لاغتيال القائد وهذا الأمر كان متوقعا من قبل الطاغية الجبان لأنه لا يملك الشجاعة لمواجهة القائد ،
كانت ليله مظلمة وكلاب الطاغية تنتشر بين الأزقة منتظرة رجوع القائد إلى دارة للانقضاض علية ،
وحدثت الفاجعة ما أن وصل القائد قريب من سكنه حتى انهال علية الرصاص من كل جانب ، عندها أحتضنه ولداه اللذان كانا معه بعد أن أحتضنهما وكل منهما يريد أن يفتدي الآخر
بنفسه ،
لقد فارق ولدا القائد الحياة لكن القائد لازالت الحياة تدب في أحشاءه وتم نقلة إلى المستشفى لكن من نقلة ؟
نعم أنهم أولئك الكلاب المسعورة نقلوه ليتأكدوا من موته وما أن تبين لهم بأن القائد على قيد الحياة حتى سمع دوي أطلاق نار في المستشفى وما هي إلا دقائق حتى تبين أن الطلاقات
النارية كانت مستقرة في صدر القائد ليفارق الحياة محمود السريرة ، نقي القلب ،
أنتشر خبر اغتيال القائد بين الناس كالنار في الهشيم ودبت روح القصاص من القتلة في قلوب الجماهير نساء ورجال ، شيوخ وشباب ، كان نداء القائد كالإلهام يقرع أسماع محبيه
وأنصاره وهو يخاطبهم :
ـ أنا حررتكم فلا يستعبدكم أحد من بعدي
أما الطاغية الجبان فقد أنقلب ليلة نهار وغادر مضجعة وهو يكلم نفسه كالمجنون الذي إصابة المس وهو يسمع نداء القائد يدوي في أذنيه كالرعد القاصف :
ـ كلا كلا يا شيطان
عندها أيقن الأعداء قبل الأصدقاء بأن القائد لم يكن يزاحم على كرسي السلطة لأنه تربع على عرش القلوب فقد كان بحق
ــــــــ قائـــــــــــد القلــــــــــــوب ــــــــ | |
|