الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: حكايات قلم ( القلم والتكبر ) ..... الحكاية الرابعة والعشرون الإثنين 08 مايو 2017, 5:48 pm | |
| الحكاية الثالثة والعشرون
القلم والتكبر
بين خطواتي المتعثرة تلاشت حسرات انفاسي مع زفير انيني وانا بين ملامة النفس وآلام روحي ،
وما هي الا خطوات واذ انا بصديقي وتوأم روحي القلم الذي تتبدد امامه كل دهشة تنتجها تساؤلاتي ،
كيف لا وهو يملك من الفطنة والبديهية ما يجعله يبادرني بالكلام حين وصولي وهو ما حدث ،
خصوصا بعد ان رأى الدهشة قد غمرتني حتى تهت بين كثرة كلماتي المبعثرة ،
حينها سألني قائلا : ما هذا الذي اراه منك واي دهشة انت فيها
فأجبته : قد حصل اليوم امامي موقف ما جعلتي افقد شعوري بالمحيط الذي انا فيه من شدة دهشتي
فقال لي : وما هو ذلك الموقف ، لعلي استطيع ان ازيح عنك حيرتك وما انت عليه من الدهشة
فقلت له : لماذا ينظر شخص لبعض الناس بتكبر وكأنه اعلى شأنا منهم ويرى الناس كأنهم اقزام من حوله
وهو العملاق الوحيد بينهم
فقال القلم : سأرسم لك لوحة تجلي عن نفسك غيوم حيرتك
وستبين لك اللوحة منظر من يرى الناس بهذه الطريقة كيف سيكون منظرة امامهم
وبالفعل بدء القلم برسم لوحتان ، وبعد انتهاءه من الرسم
خاطبني قائلا : انظر الى اللوحة الاولى ماذا ترى
فأجبته بسرعة البديهة لِما عبرت اللوحة عما في داخلي : نعم ، نعم ، هكذا هي الحال
وكانت اللوحة عباره عن شخص عملاق يقف على جبل وفي اسفل الجبل يقف باقي الناس
لكن بالكاد تُرى ملامحهم لصغر حجمهم ، اذ كان منظر اللوحة تبتدأ من زاوية الشخص العملاق نحو اسفل الجبل حيث بقية الناس
بعد ذلك قال القلم : انظر الان الى اللوحة الثانية
نظرت اليها والابتسامة قد علت وجهي وانشرحت نفسي وانا اتأمل الى الحكمة التي حوتها هذه اللوحة
واي بلاغة تحمل بمنظرها الذي بدد جميع تساؤلاتي
فقد كانت بحق لوحة معبرة جدا وكأنها اللوحة الاولى لكنها من زاوية اخرى
حيث الناس الوقفين على اسفل الجبل كأنهم عمالقة وهم يرمقون ذلك الشخص الواقف على قمة الجبل
وكأنه قزم بالكاد تُرى ملامحه
عندها خاطبني القلم قائلا : كيف رأيت اللوحتان وما تحملان من حكمة
فأجبته : كيف ما تنظر الى من حولك فأنهم ينظرون اليك بنفس المقدار
فأضاف القلم : ومن اراد ان يعرف ما له عند الناس فليعرف ما للناس عنده .
| |
|