الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: حكايات قلم ( القلم والتقوى ) ..... الحكاية الثالثة والعشرون الإثنين 08 مايو 2017, 5:37 pm | |
| الحكاية الثالثة والعشرون القلم والتقوى
اخذت اسارع الخطى لأصل في موعدي المحدد مع القلم اولا ولشوقي بما تخط انامله من ابداعات تزين الفكر
بما تحمله لوحاته من حكم بليغة ثانيا
وصلت باكرا ورغم القائي التحية عليه الا انه لم يلاحظ وجودي
ولم يسمع كلامي وسلامي وهو يطرق اسماعه ،
فقد كان غارقا في حيرته بل في دهشته وهو يحدق بلوحة امامه غير ان قراءتي لنظراته
وهي تخترق توقيتات الزمن
فقد كانت تلك النظرات مليئة بدهشة الحقيقية كمن يؤمن بشيء لكنه اخيرا رآه امام عينيه
وبين اطراق القلم امام لوحته زبين ما انا عليه من قراءتي لتلك النظرات
اخيرا انتبه الى وقوفي خلفه عندها خاطبني
كمن يستيقظ من غفوته قائلا : اهلا ... هل حضرت
فأجبته : نعم ومنذ فترة ليست بالقليلة لكني لم اشأ ان اكون دخيلا على خلوة نظراتك
وهي تدق بما تبدع به اناملك
فقال : ستعذرني متى ما رأيت اللوحة
فأجبته : اني على احر من الجمر لرؤيتها
فقال لي : انظر وتزود منها
وبالفعل ما ان وقع نضري على تلك اللوحة حتى انتهى بي المطاف الى اللانهاية ،
وكأني اسبح في الفضاء لما تحوية اللوحة من اسمى معاني الثقة بالنفس ،
بل وجعل جميع ما حولنا يأتمر بأمرنا وينتهي بنهينا ،
ولم استيقظ مما انا به الا والقلم يخاطبني بقوله :
اعتقد الان اصبحنا متعادلين بعد ان سرحت بك افكارك وانت تنظر الى اللوحة كما كنت انا قبل برهة
فأجبته بابتسامة : نعم صدقت اصبحنا متعادلين غير ان الانامل التي خطت هكذا لوحة لجديرة بالاحترام
ولن ارضى لها الا المقام الاول
فتبسم القلم قائلا : كلامك ينبع من قلب مخلص وفطن ، والان اخبرني عن اللوحة
فقلت له : ارى ثلاث سباع بالغة ذات بنية قوية للغاية وشكلها يرهب كل من ينظر اليها
وهي تحاول افتراس ذلك الشاب التي دخلت عليه في زنزانته وكأنه يُراد التخلص منه بواسطة تلك السباع
والاجمل من منظرها وهيبتها هو هيبة وثقة ذلك الشاب السجين الذي اومأ اليها بالجلوس
وهي تنصاع لأمره بكل خضوع وتجثوا امامه بتذلل وهو يجلس فيما بينها بكل ثقة
فقال القلم : وما الدرس الذي تنبؤك به اللوحة
فأجبته : من يتمتع بالثقة علية ان لا يخشى اي شيء ، وكل القوى ستبدد امام ثقته بنفسه
فأضاف القلم قائلا : بل من يضع الله نصب عينية في صغائره وكبائره واتقى ربه اخاف الله منه كل شيء
واخضع كل ما في الكون تحت امرته .
| |
|