الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: حكايات قلم ( القلم والاحسان ) ..... الحكاية الخامسة والعشرون الإثنين 08 مايو 2017, 5:56 pm | |
| الحكاية الخامسة والعشرون
القلم والاحسان
ها هي خطواتي تتسارع كلما تسارعت لحظات لهفي للقائي المرتقب مع معلمي القلم ،
وما هي الا لحظات ولكنها مرت علي وكأنها ايام حتى وقفت بين يدية ،
وبعد القائي التحية عليه وردها علي بادرني قائلا : ما الذي يدور في خلدك
واي حديث تحب ان نحاوره فيما بيننا
فأجبته : احب ان تختار انت الموضوع ، لأني على يقين ان ما تختاره انت من مواضيع
تكون فائدتها اكبر من غيرها
فقال لي : هذا اطراء منك كبير بقدر تواضعك لما اطرحه لك من مواضيع فتتقبلها بصدر رحب
وهذا دليل على ثمار ما نزرعه معا في النفوس ، ولهذا سأختار موضوع يجسد هذا المعنى ، فلنبدأ
وبدء القلم يرسم لوحاته وانا انتظر على احر من الجمر حتى بات وكأن نظري هو من يخط تلك اللوحة
وانا اراقب انامل القلم تخط هنا وهناك ،
وما هي الا لحظات عتى عرض القلم علي لوحته التي كانت تنبض بالحياة بكل ما للكلمة من معنى
كانت اللوحة عبارة عن ارض مهيأة للزراعة تتخللها جداول المياه من كل جانب
والفلاح بنثر بذوره وعلامات الفرح والسرور ترتسم على ملامح وجهه
كانت لوحة رائعة ، اطلت النظر اليها حتى غرقت بين روعة الوانها
كغرق البذور بين ذرات تربتها وماءها العذب ،
وبينما انا كذلك طرق اسماعي صوت القلم مخاطبا اياي قائلا :
اليك اللوحة الثانية المكملة للوحة الاولى ، فرمقتها بنظرة فأطلت النظر اليها
وانا بين روعة ما يخطر القلم من ابداع
وبين الحيرة التي استولت علي من هذه اللوحة
لقد كانت اللوحة عبارة عن ارض خضراء جميلة الا ان بعض نباتاتها لم تكن كقريناتها ،
منها ما ذبُل ومنا ما لم ينبت اصلا ومنها ما كان خضرته احسن ما يكون ،
لكن ما لفت انتباهي هو ذلك الفلاح الذي بدى كسعادته في اللوحة الاولى
ولم يُخلف منظر النباتات الذابلة في نفسة اي اثر يذكر ،
وابتسامته هي ما اضفت على اللوحة لسعادة والسرور
فلم استطع ان صبرا حتى خاطبت القلم قائلا : ان ما يلفت الانظار في اللوحتين هي حالة الفرح والسرور
التي غمرت الفلاح رغم ما كان في اللوحة الثانية من ذبول للنباتات هنا وهناك
فقال القلم : ان الفلاح هنا يمثل الشخص المحسن للغير والارض هم الاشخاص المحسن اليهم
اما البذور فهي تمثل هنا عدة معاني كالنصيحة والمعروف والاحسان للغير
اي انها تمثل عمل الخير بصورة عامة
والان وبعد ما ذكرت لك ماذا تعني اللوحتان
فأحبته : الاولى تمثل الاحسان للناس والسعي لقضاء حوائجهم والثانية تمثل نتيجة ذلك الاحسان ،
هناك من يُثمر به الاحسان والمتمثل بالنباتات المخضرة والجميلة والبعض لا يثمر به الاحسان
والمتمثل بالنباتات اليابسة والذابلة رغم ان الاحسان هو الاحسان ، الا ان المحسن اليه هو المعيار
فأكمل القلم قائلا : والاهم من ذلك كله هو ان الشخص المحسن لا يهمه من يُقيم الاحسان
ان اثمر به ام لم يثمر
لأنه مستمر بالإحسان لكل من يكون بحاجته
| |
|