حكايات قلم ( القلم وأصالة الجوهر ) ..... الحكاية العشرون

الحكاية العشرون
القلم ..... وأصاله الجوهر




اصابني الذهول وانا انظر الى اللوحة التي خطها القلم

فقد كانت الوانها في غاية الروعة والجمال

وقد خطت بشكل دقيق ومتناسق جدا وهو ما جعلني اقف امامها بكل ذهول حتى بدأت اصفق بحرارة لما ابدعه القلم

عندها بادرني القلم قائلا :

ارى اللوحة قد استحوذت على تفكيرك ونالت اعجابك

فقلت له : صدقت ، كأني انظر الى حقيقة الاشياء لا لمجرد لوحة قد رسمت بالوان جميلة

فقال القلم : وماذا ترى فيها ، وما يميزها عن غيرها

فأجبته : هذه اللوحة عبارة عن مجموعة لوحات متداخلة

رغم انطباعها لمن ينظر اليها للوهلة الاولى بأنها لوحات مختلفة في المعنى والمضمون

لكنها تفصح عن مكنونها ان تمعنت النظر اليها فمواضيعها ان هي الا تسلسل لما حوته اللوحة من عنوان

فقال القلم : احسنت ، لقد اجدت الكلام وابدعت في الوصف فما يعني لك كل مقطع على حدا

فأجبته : ارى المقطع الاول صدفة فريدة من نوعها وهي في غاية الجمال وهي تحتضن درة ثمينة بألوانها البراقة والتي انارت ما حولها

اما المقطع الثاني فهو يدب الحماس في النفوس خصوصا وانا انظر الى ذلك الفتى يزجر بمخلوقات قد احاطت به

وكأنها مخلوقات قد مسخت وهي مرعبه للغاية لكنها رغم ذلك فها هي تفر من زجرة الشاب لها وتلوذ بالفرار هربا وخوفا من الشاب الفتي

اما المقطع الثالث فهو مقطع يخرج الاحزان من قرارة النفوس ويترجمها الى دموع تفيض بها العيون

اذ ان مجموعة الاطفال تلك اصحاب الملابس الرثة ومشعثي الرؤوس

وهم يحيطون برجل كهل عليه هيبه ووقار الصالحين وهو يطعم اولئك الصبية من الطعام

ما جعلهم سعداء والبسمة تملئ ثغورهم  ، يا له من منظر معبر جدا جدا

فبادرني القلم قائلا : وما الايحاء والانطباع الذي ولدته لديك هذه المشاهد من اللوحة

فأجبته : المقطع الاول يرمز الى جمال الصلابة

والمقطع الثاني يرمز الى الشجاعة

والمقطع الثالث يرمز الى قمة الكرم والمواساة

فأردف القلم قائلا : ومجمل اللوحة وما تحتويها من مقاطع فأنها ترمز الى

أصل الاشياء وحقيقة الجوهر