حكايات قلم ( القلم وحرية الاختيار ) ..... الحكاية الثامنة عشر

الحكاية الثامنة عشر
القلم وحرية الاختيار




لقائي اليوم مع القلم أعتبره مميز لأننا تبادلنا الأفكار في شتى المجالات

وبعد أن أنهينا حديثنا أشار القلم إلى  أوراقه

وكأنه يعلن بداية رسم لوحاته الجميلة وأنا أراقب بحماس وشوق كبيرين

وبالفعل بدء برسم لوحاته لكن الملفت هذه المرة أن القلم رسم لوحة واحدة وأمسك عن الرسم

وقبل  أبداء حديثي عن تلك اللوحة خاطبته قائلا : ألا تبدأ برسم باقي لوحاتك

وكان جوابه : ليس العبرة بإكثار اللوحات أذا كانت اللوحة الواحدة تفي بالغرض

وبكل صراحة كان جوابه مقنع جدا وبالفعل كانت لوحه في غاية الروعة وكان مما يزيد روعتها هي أنها تحمل منظرين متضادين

فقال لي القلم :  ماذا ترى

فأجبته : أرى أرض خضراء مثمرة كثيرة الزرع ، غنية بثمارها

في وسطها واحة في غاية الروعة بالإضافة إلى  الهدوء الذي يسود تلك الواحة وشمسها الجميلة

عندها قال لي القلم وماذا ترى أيضا

فأجبته : أرى أرض مقفرة ، أرض جرداء لا نبات فيها ألا الشوك ويبدو من خلال هذه اللوحة أن الشمس شديدة الحرارة ،

فسكت لوهلة وإذا بصوت القلم يطرق أسماعي

قائلا : وماذا ترى أيضا ،

فأجبته : أرى طريق ما أن يصل إلى هاتين المتضادتين حتى يتفرع إلى طريقين ،

طريق باتجاه تلك الأرض المثمرة الجميلة وطريق باتجاه تلك الأرض المقفرة الجرداء

فقال القلم : ماذا تعني لك اللوحة

فقلت له : أن الحياة فيها طريقان ، طريق يرشد صاحبه لراحة النفس  والآخر يهوي بصاحبه إلى الهلاك

فأجابني القلم : والأهم من ذلك كله هو أن الإنسان مخير في هذين الخيارين أن شاء نجا وأن شاء هلك .