الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: حكايات قلم ( القلم والشجاعة ) ..... الحكاية السادسة الأربعاء 01 يناير 2014, 6:37 pm | |
| الحكاية السادسة القلم والشجاعة
بعد ان انتهيت من اعمالي باكراً قررت ان اذهب الى صاحب اللوحات المعجزة صديقي العزيز الوفي وأعتبره معلمي الا وهو القلم وانا في طريقي اليه شغل فكري أمر
هو هل الشجاعة وحدها تكفي لتهزم الكثرة أم العكس اي الكثرة تغلب الشجاعة فقررت وانا في طريقي الى القلم بأن اناقش الامر معه لأستفيد من تجاربه المفيدة وبالفعل حين وصلت
رأيت القلم وهو يهيئ نفسه لرسم لوحاته الجميلة لكنه لم يبدأ بعد
ودار النقاش بيننا وخلاصته ان الكثرة وان غلبت الشجاعة في الظاهر الى انها اي الشجاعة ستفوز بنهاية المطاف فسألته متعجباً : وكيف تفوز الشجاعة وانت تقول وأن هزمت
فأجابني بثقته المعهودة :
سأبين لك ذلك من خلال لوحاتي التي سأرسمها الان وبدأ القلم بخط لوحاته الواحدة تلو الاخرى وانا قد دب بجسمي الحماس لمعرفه كيف الامر
انتهى القلم من اللوحة الاولى
وكانت عباره عن ارض صحراء شاسعه بالقرب منها نهر يجري وقد أصطف فريقان للقتال ويبدو ان هناك فريق كبير جداً والاخر صغير وقليل جداً بحيث ان تعداد الفريق الكبير اكبر
من الفريق الاخر بأكثر من ثلاثون مره وكانت لوحه مرعبه بالنسبة الي
وما هي الا لحظات حتى انهى القلم اللوحة الثانية لكن هذه اللوحة ازداد فيها اللون الاحمر (لون الدم) ولفت انتباهي في هذه اللوحة انها جمعت الاضداد اذ هناك فرسان قد قضت
نحبها لكنها رغم ذلك فأنها كالليوث النائمة وأحدها ليث ضرغام قضى نحبه قرب ذلك النهر وبعضها كالبدر ليله تمامه من شده جماله حتى وهم صرعى فأنهم يرقدون بسلام وفي
المقابل فأن هناك فرسان ورجان صرعوا لكن ما ان تنظر اليهم
حتى تتملكك حاله الغضب عليهم وينهال عليهم لسانك باللعن تلقائياً وبديهياً جداً ومما زاد في حزني هو
بقاء فارس واحد من تلك القلة بمفرده وهو يواجه ذلك الفريق الكبير غير ان نضره ذلك الفارس الهمام تجاه أولئك الرجال تذكرني بموقف الاسد الضرغام حين ينظر الى مجموعه من
الكلاب والضباع
وابتعدت بي افكاري وانا انظر الى هذه اللوحة وساد الحزن المكان بأجمعه بل حتى القلم بدى لي وهو يخط هذه اللوحات كأنه يخطها على جراحه ويبطئ حين رسمها عندها لم
أرغب بأن أرى تكمله هذه اللوحة غير اني بنفس الوقت ازدادت بي الرغبة لمعرفه مصير هذا الفارس الهمام وأثناء ذلك لم اسمع خطى القلم وهو يرسم وما ان رفعت بنظري اليه
حتى رأيته وهو ينظر الى لوحته الجديدة ملياً والسكون قد ساد المكان وما ان وقع نظري على تلك اللوحة حتى ابعدت ناضري عنها وبدأت انظر اليها ببطيء تام فقد كان ذلك الفارس
الشجاع كالأسد الضرغام وبعد أن قاتل وقتل جمعاً كبير وهو واضح في هذه اللوحة الا انه في النهاية
ها هو رأسه معلق على رأس رمح طويل ومما يزيد في القلب لوعه هو وجود بعض الاطفال وهم ينظرون الى الرأس ودموعهم تجري على خديهم ونساء كأنها تخاطب الرأس وفي
الجانب الاخر خيام تم حرقها واطفال ونساء تضرب بالسياط
لم استطع حتى مخاطبه القلم شيء رسمه اليوم
نظر الي قائلاً : هذه هي نهاية ما حسبه هؤلاء الشرذمة من قتلهم أولئك الفرسان لكن لم تكن هذه الا البداية بالنسبة لأولئك الشجعان انتظر حتى ترى اللوحة الأخيرة والخاتمة لهذه
القصة المؤلمة من جهد التضحية والتي تبعث في النفوس الأمل من جهة الخلاص من الظلم والاستبداد كان هذه المرة القلم اكثر حماس وحركاته سريعة وتنم عن ثقه كبيره في النفس
وما هي الا لحظات
واذا باللوحة قد انتهت واذا بأرض جميله تحيطها البساتين المثمرة يعلوا مركزها بناءان ذهبيان جميلان جداً يبعثان في النفوس السكينة والاطمئنان
وبأرض أخرى قفرا فيها حيوانات اشبه ما تكون بالكلاب لكنها ليست كذلك بل أسوء من ذلك وتملكني الفرح وأنا انضر الى هذه اللوحة التي جمعت بين مشهدين حسن العاقبة ومشهد
سوء العاقبة فقلت للقلم هل الأرض المثمرة والبناءان الشامخان هي لتلك القلة القليلة
وتلك الارض المقفرة وتلك الحيوانات التي لا تعرف على ما هي عليه هي لتلك الكثرة الملعونة
فأجابني القلم : نعم ، والان ماذا تعرفت هل ثبت اليك ما قلت لك
فأجبته : نعم الشجاعة التي تتمتع بالأخلاق الحميدة تنتصر ولو بعد حين
| |
|