حكايات قلم ( القلم والثقة ) ..... الحكاية التاسعة عشر

الحكاية التاسعة عشر
القلم ..... والثقة




قل ما شدني وانا انظر الى هذه اللوحة والتي كانت في غاية الدقة بكل تفاصيلها حتى عشت الشرود الذهني وانا أتأملها

ومنذ هذه اللحظة كسبت حقيقة طالما خفيت عني او بالأحرى طالما لم اؤمن بها وهي

ان اللحظات الحرجة وان استولت على الحياة فأن هناك بصيص امل صغير جدا لكنه يكبر اكثر

مما يتصوره الناس بحيث يكون الداعم للهمه والباعث للحياة من رحم اليأس

وبينما انا على هذه الحال وترنحي بكلماتي التي ادندنها مع نفسي واذا بصوت القلم يطرق اسماعي :

اين كنا واين نحن الان

فأجبته : لقد أذهلتني هذه اللوحة التي تبعث الحياة من العروق اليابسة كما تنبعث الحياة بالأغصان اليابسة

رغم قلة تفاصيلها الا انها درس بليغ جدا

فأنا ارى لوحة لأرض جرداء قد تشققت من كثرة عطشها للماء

والمبهر بهذه اللوحة هو تلك النبتة الصغيرة التي اخذت تنمو مخترقة تلك الارض اليابسة

عندها التفت الي القلم قائلا : وماذا ترى في اللوحة الثانية

فأجبته : ارى شجرة كبيرة مثمرة تتوسط ارض جرداء

قد انتشرت اغصانها بحرية لتملئ حيزا كبيرا من المكان

فقال القلم : هل تعرف ماذا تعني اللوحتان

فأجبته : الصبر هو من جعل تلك النبتة شجرة عملاقة تتوسط الصحراء لتثبت وجودها رغم قساوة الظروف

فأضاف القلم قائلا : لولا الثقة العالية والهمة والعزيمة والاصرار على مواصلة الحياة ومهما تكن النتائج

لما كان للصبر من وجود

ومما يولد الثقة والثبات هو الايمان المطلق بالعمل الذي نتبناه