الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: حكايات كمونه وليمونه ( حكيم الطيور ) ..... الحلقة الرابعة الجمعة 27 ديسمبر 2013, 9:45 pm | |
| الحلقة الرابعة حكيم الطيور
كالعادة حضرت ليمونه في الوقت المحدد
وبدأت كمونه تقص عليها حكايتها الجديدة وهي حكاية
حكيـــــــــــــــــم الطيـــــــــــــــور
فقالت :
حكي في زمان كانت فيه الحيلة تتقن أشد إتقان
جزعت الأفاعي لما يحل بها من جراء الطيور الجارحة لها أشد الجزع لأفعالها التي تتخذ من الأفاعي وجبه غذائية لها بالإضافة إلى التهام الطيور الجارحة للفئران والضفادع وهي
الوجبة المفضلة لدى الأفاعي
فقررت أن ترفع شكواها إلى كبير الأفاعي ليضع حدا يقيها شر تلك الطيور ، فلم يمضي المساء إلا والأفاعي قد اجتمعت لتبحث مستقبل وجودها في الغابة مع الخطر المحدق بها من
قبل تلك الطيور
وبعد التشاور في الأمر قرر كبير الأفاعي أن تحيك مكيدة توقع الطيور مع بعضها البعض
لأبعاد الشبهات عن الأفاعي أولا
لأنه لو علمت الطيور بالمكيدة سيكون ردها قاسي جدا على الأفاعي
وثانيا مهما ستكون نتائج هذا الصراع ستكون الخسارة من نصيب الطيور أن هلك أي الفريقين
وتم تحديد صباح اليوم التالي موعدا لبدء المهمة
وفي الصباح الباكر اقتربت أحدى الأفاعي من عش أحد الطيور وكانت تحدث ضجيجا متعمدا من حولها لينتبه طائر الطنان لها
وما أن اقتربت منه حتى نادتها أفعى أخرى
ما شأنكِ بهذا الطائر فقد سمعت أحد النسور يحدث رفاقه بأنه سيقضون على هذا النوع من الطيور التي تتغذى على النباتات لأنها تجلب لهم العار بفعلهم هذا فردت عليها الأفعى
صدقتِ سأبحث عن وجبة ألذ فريشة يزعجني ولا أهواه
ما أن غادرت الأفعى حتى حلق طائر الطنان ليخبر نظراءه من الطيور
في هذه الإثناء اقتربت أفعى من عش أحد النسور في أحدى قمم الجبال العالية ومهما حاولت التخفي لم تستطع حتى ظفر النسر بها وأصبحت أسيرة بين مخالبه وهم بافتراسها
عندها تكلمت وقالت له : أيها النسر هلا أمهلتني حتى أشرح لك قدومي عليك
بعدها أفعل ما تراه مناسب فأنا أسيرتك
فقرر الاستماع لها لكنه أخبرها بأنه سيجعل منها وجبته أن لم يقتنع بعذرها فوافقت في الحال
فقالت له : تعلم أيها النسر بأني لا عمل لي للمجيء الى هنا ولا تضن بأني أتيت لألتهم صغارك فكيف لي أن أخاطر بحياتي من أجل وجبة وأنا أعرفك بأنك طائر شجاع والخطر
يحدق بي من كل جانب وأن أردت وجبة فالصيد في الغابة أسهل لي وأمن على سلامتي وما قصدتك إلا لنصحي لك أن شئت قبلت نصحي وأن شئت لم تقبل بكلامي وأخليت سبيلي فقال لها : هاتِ ما عندك ولا تطيلي بالكلام
فقالت : سمعا أيها النسر ، هناك خبر في الغابة بأن طيور الطنان قد اجتمعت ألان للهجوم على أعشاشكم أنتم النسور
بذريعة أنهم أولى منكم بقيادة الطيور ، فسرعتهم تجعل منهم أقوى الطيور
فصرخ النسر بالأفعى : ماذا تقولين
فأجابته : ليس أنا من يقول هذا الكلام بل هكذا الحديث تتناقلة حيوانات الغابة
وتستطيع أن تتأكد من صحة كلامي أن رأيت ما يحدث في الغابة ألان من تجمع لطيور الطنان للهجوم عليكم معاشر النسور
فقال لها : حسنا ، سأتأكد بنفسي وأنت ستمكثين حالما أعود
فقام النسر باصطحاب بعض النسور معه للتحقق من الخبر
وبالفعل فقد كانت طيور الطنان مجتمعة لتبحث ما وصل لها من خبر
فعادت النسور إلى قومها وأخبرتهم بصحة الخبر متم أطلاق الأفعى لسبيلها
ونودي لاجتماع موسع وعاجل للنسور
وما هي إلا لحظات حتى اجتمعت لأعداد غفيرة من النسور
وتم التوجه بها للغابة للانقضاض على طيور الطنان
أتى الخبر لطيور الطنان بأن النسور قد بدء هجومها
فذعرت طيور الطنان وحدث الضجيج ونودي فيهم أن اختبئوا من خطر النسور
فهناك من اختبأ وهناك من أصيب بجروح بالغة ولم يحل المساء إلا وطيور الطنان أوشكت على الفناء لقوة النسور المفرطة بحقهم
وحين أسدل الليل سدوله عزم كبير طيور الطنان أن يقصد
حـــــــــــــــــــكيم الطيــــــــــــــــــــــور
لأنه محل احترام ورأيه مسموع من قبل الطيور ككل
لم ينتهي كبير طيور الطنان من قصة هجوم النسور على قومه
حتى بعث حكيم الطيور إلى كبير النسور يطلب منه القدوم لمعرفة ما آلت إليه الإحداث بين عائلة النسور وعائلة طيور الطنان
وبالفعل تم تلبيه الدعوى من قبل كبير النسور
وتم الاستماع إلى الفريقين ، وكلاهما ينكر على الأخر ما نقل عنه
فسكت الجميع وهم محدقين بحكيم الطيور ومنتظرين منه المشورة
فخاطبهم قائلا : كلاكما تنكرون ما تناقل عنكم ، لكنكم غفلتم أن مصدر كلا الخبرين واحد
هو الأفاعي
وربما هي مكيدة قد حيكت ضد عائلة الطيور الكبرى
لأن نهاية صراعكما ستكون الخسارة من نصيب عائلة الطيور ولا أحدٌ سواها
التفت حكيم الطيور إلى كبير طيور الطنان قائلا له : أبعث أمهر الطيور عندك إلى جحور الأفاعي لنرى بأي حال هي ألان
اختير أمهرها وأسرعها لتقسي أخبار الأفاعي
وما هي إلا لحظات حتى عاد بالخبر وهم يخاطبهم
رأيت الأفاعي قد أقاموا مأدبة وهم مستأنسين وفرحين غاية الفرح
فألتفت حكيم الطيور إلى كبير النسور والى كبير طيور الطنان
أنها مكيدة من قبل الأفاعي فحذروا مكرها
فقال النسر : بل عليها أن تحذر مخالبي
وحلق عاليا مودعا الحكيم وكبير طيور الطنان
وصل كبير النسور لقومه وبعد التداول بجديد الأخبار أجتمع الرأي على الثأر من الأفاعي
لاستخفافهم بعائلة النسور
فأشار كبير النسور بأن لا تمهل الأفاعي للصباح بل يبدأ القصاص منها وفي الحال
ولم يحل الصباح إلا والغابة تعج بأصوات أنين الأفاعي
وما لاقته من مكر قد أنقلب عليها
فانتبهت ليمونه لانقطاع كلام كمونه فخاطبتها قائلة : يا لها من حكمة
حتى احتوت فتنه قد حيكت بدهاء مريب
فأجابتها كمونه : كيف أنتِ أن سمعتِ قصة
دهاء مدينه وحكمة رجل
التي سأقصها عليكِ غدا
فقالت ليمونه : سأنتظر بفارق الصبر ، إلى اللقاء | |
|