الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: حكايات كمونه وليمونه ( تجار الواحة ) ..... الحلقة الثالثة الجمعة 27 ديسمبر 2013, 3:30 pm | |
| الحلقة الثالثة تجار الواحة
استوت ليمونه جالسه إذ نادت على كمونه التي همت بالخروج من جحرها
قائله : هيا يا كمونه ها أنا أنصت لحكاية تجار الواحة
فأردفت كمونه تحكي حكايتها :
حكي في غابر الدهور والأزمان
حيث الحكمة تنبت في النفوس كالزعفران
حكي أنه أجتمع نفر من التجار في واحة وسط أرض جرداء ، وغالبا ما ينهي المسافرون ليلتهم بالتعرف على بعضهم وما يحترفوه من أمر تجارتهم ،وشاءت الأحداث أن تجمع القوافل
الثلاث وهي متجها إلى الشرق
فكان صاحب القافلة الأولى تاجر عطور
أما صاحب القافلة الثانية كان يتاجر بالأحجار الكريمة
وصاحب القافلة الثالثة كان تجارته برحيق الأزهار ( العســـــــــــل )
وبدء كل تاجر يقص من أمر تجارته على الآخرين ، والكل يسمع بأذانا صاغية
وللحديث وقع في النفوس لا تضاهيه هيبة من دون سواد الليل وما يشاطره من خيوط الصباح
فكانت حكاية تاجر العطور
لقد امتهنت هذه التجارة عن آبائي وعن أجدادي
وسر نجاحي بها هو أن أبي أخبرني أن لا أضيع حقي وأن أتاني معتذرا
فقد أجتمع أبي يوما بصديق سفر ، غير أن ذلك الرجل هم بضرب أبي ليلا وهو نائم وحينها فزع أبي من منامه قائلا له : أراك طمعت بما أحمل من متاع وما أملك من أموال
إلا أن الرجل علل السبب قائلا : كلا لقد هممت بضرب العقرب الذي أقترب منك وخفت أن يلدغك ، فالتفت أبي وإذا بعقرب قربه وهو ميت من ضربه ذلك الرجل
لم يهدأ أبي ليلتها ولم ينام له جفن قط لعدم تصديقه لكلام الرجل
حتى أذا سلم الرجل نفسه للنوم بادر أبي لبعض الكحول التي يستخدمها في العطور
لسكبها في قربه ماء الرجل
بعدها كان أبي كأنه نائم ، فاستيقظا صباحا بعدها افترقا كلٌ إلى مبتغاة
فأردف تاجر الأحجار الكريمة
لم أمتهن مهنتي هذه حبا بها رغم كونها مهنه آبائي وأجدادي
وسبب ذلك
أنه أقبل أبي من أحد أسفارة
غير أن هذة السفرة قد أرهقته وأخذت من قوته ما أخذت
حتى كان من أمرة أنه يستيقظ ساعة ويغمى عليه أخرى
ولم نعرف من أمرة شيء وما الذي حل به سوى كلام الرجل الذي أتى بصحبته
فأخبرنا : لقد وجدته منهكا وهو بالكاد تحمله قدماه
حتى حسبته كأنه شُرب السم
فكان حدسي في محلة ، وما أن شربته من ما أحمل من الرحيق الأصفر
حتى قذف ما في معدته من شراب اسود من شدة خضاره
وها هو يتعافى تدريجيا أن كانت له حياة
فاستعلمنا ذلك من أبي فأومأ إلينا بالإشارة بأن الرجل صادق فيما يقول
شكرنا الرجل لحسن رعايته لأبي
ومهما حاولت جاهدا أن أكافئه كان يرفض بشدة وإصرار
وودعته مغادرا
عندها التفت تاجر الأحجار الكريمة إلى تاجر العطور قائلا :
هل ترى ما يربط بين الحكايتان وأن هي إلا واحدة
فأضطرب تاجر العطور وأنكر على تاجر الأحجار
مخافة أن يؤخذ بجريرة أبيه
قائلا له : أراك تتاجر بالكلام لتوقع الناس بشراكك
فهم تاجر الأحجار بتاجر العطور
وكادا أن يقتتلا
عندها وقبل أن يحكم بينهما تاجر العســــــــــــل
فسألهما قائلا :
أن حكمت بينكما هل تقبلا مني دون أن تطلبا مني دليلٌ ملموس
فقبلا منه ذلك
فقال :
ما حكايتيكما إلا واحدة
فقد قص علينا أبي يوما وهو عائد من سفرة
أنه وجد رجل قد أخذ منه المرض مأخذه حتى تبين لأبي أنه قد شُرب السم
فعالجه بما يحمل من الرحيق الأصفر وهو نوع خاص من العسل
الذي يستخدم لكذا ظروف حرجة ومستعجلة
التفت تاجر العطور إلى تاجر الأحجار
قائلا له : أقبل معي حيث قومي لأهب لك عن الضرر الذي لحق بأبيك ليكون كفارة عن ذنب أبي
فهم تاجر الأحجار بالقبول
وما أن أنتبه تاجر الرحيق الأصفر للاتفاق الجديد حتى أنبرا قائلا :
ها هنا تعرفنا على بعضنا البعض وقد كنا لا يعرف أحدنا الأخر
وهنا تنتهي الخلافات بينكما بعدها كلٌ يقصد مقصده
فالتفت إلى تاجر العطور : هب له مما تحمل لتشتري ضلامة أبيك
فوافق في الحال
وانتهت الخصومة من حيث ابتدأت
فقالت ليمونه : نهاية محمودة بفضل حكمة تاجر الرحيق الأصفر
فأجابتها كمونه : صدقت ، فهو حكيم
كحكيم الطيور
فسألت ليمونه : وما جعل الطير حكيم
فأجابت كمونه : هذه حكاية الغــــــــــــــد | |
|