الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: حكايات كمونه وليمونه ( العجاله محاله ) ..... الحلقة الثانية الجمعة 27 ديسمبر 2013, 3:24 pm | |
| الحلقة الثانية العجالة محالة حضرت الثعلبة ( ليمونه ) وهي تستقبل جحر الأرنبة (كمونه ) فنادتها قائلة : أين أنتِ يا كمونه
هل أنتِ في الداخل
فخرجت كمونه من جحرها وجلست مستويه وهي تخاطب ليمونه : أراكِ حظرت مبكرة اليوم لعلهُ طرئ شيء جديد
فقالت ليمونه : كلا ، لكن اشتقت أن أسمع ما ستقصينه من
أن ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة
فأجابتها كمونه : نعم اليكِ القصة
يحكى أنه في سالف العصور كانت هناك مملكتان متجاورتان
ما أن تنطفئ نار الحرب بينهما حتى تشتعل الاخرى ، وستمرت هذه الحرب ما يقارب القرن من الزمن
حتى شاب عليها الصغير وهرم فيها الكبير
وكل من يحاول أن يهدأ من اشتعال الحرب كان يؤخذ بتهمة الخيانة في مملكته
حتى أصبحت الحرب بين المملكتين من المسلمات التي لا غبار عليها
تجيئ سنين وتمضي أخرى والحال كما هي الحال من فتنه قد أخذت مأخذها من الفريقين
حتى أتى اليوم الذي هلك أحد ملوك المملكتين
لمرض حل به لم يعرف مصدره سوى الحمى التي كانت سبب موته
فأصبح نقيضي الحال متجاورين
المملكة التي فقدت ملكها نشرت رايات السواد حدادا وعم الحزن والجزع على الملك
والانظار تتوجه لأبنه الشاب الذي يتسم بعقلية المتفتح وكان يقدم مشورة العقل على السيف
عكس أبيه الملك الراحل ، وهذه الصفة ما حببته لرجال الدولة لمعرفتهم أن هذه الحرب لا طائل منها
أما طرف النزاع الآخر من أصحاب المملكة الاخرى فقد نشروا الرايات الخضراء التي تستخدم للاحتفال وعم الفرح والسرور حتى وصلت الحال حد المجون
ونشروا ايضا الرايات الحمراء التي تنذر بالحرب والاستعداد لها فهم الجيش بالاستعداد لخوض النزال الاخير باعتبار أن الطرف الاخر قد فقد هرم قيادته
توجه جيش جرار نحو المملكة الحزينة وما أن وصلت الانباء الى الملك الشاب حتى جمع رجال مملكته للاستشارة حيث قرر أن يتفاوض بنفسة مع الملك لعقد هدنه بين المملكتين
وافق قادة الجيش على الاقتراح الا أن ذهاب الملك الشاب بنفسة الى الملك يعتبر مجازفة كبيرة بشخص الملك الشاب ومستقبل المملكة ككل
لكن الامر في نهايته أجتمع على أن يتولى الملك الشاب المهمة كي لا يفهم الطرف الاخر بالإهانة أن حضر من يتفاوض معه أقل منه شأنا
لم يرغب الملك الشاب بأن يرافقه أكثر من شخصين لسهوله الحركة ذهابا وإيابا
تم ذلك وأجتمع الملك الشاب بالملك وتم طرح القضايا العالقة بين الطرفين
وابدى الملك غاية أعجابه بالملك الشاب لما يحمله من رؤيا ثاقبة تنم عن أحساس عالي بالمسؤولية
أنتهى الاجتماع وانتهت معه معاناه المملكتين رجع الملك بجيشة الى مملكته وهو ينتظر قدوم الملك الشاب ملبيا دعوته لزيارة المملكة
وصل الملك الشاب الى مملكته وأجتمع مختلف رجالات الدولة حوله وبعد أن أخبرهم بما دار بينه وبين الملك عمت بوادر الفرح تجتاح الحزن الذي خيم على المملكة منذ فقد ملكهم وقائدهم
أمر الملك الشاب أن ينادى بالناس للتجمهر لان الملك الشاب قرر أن يخبر الناس بنفسه بهذا الخبر عسى أن يخفف عنهم ألم فقد والدة الملك
تجمهر الناس وذيع الخبر وأخذت الافراح تطرق أبواب بيوت المملكة وتنتشر بطرقاتها
وبدأ الملك الشاب بالاستعداد لتلبيه دعوة الملك مستصحبا معه من الهدايا النفيسة والخيول الأصيلة هدية تعبر عن الاحترام المتبادل
وصل الملك الشاب ومعه بعض رجال الدولة وحاشيته الى أطراف المملكة حتى وقعت عيناه على منظر مهيب
عشرات الفرسان ومئات المشاة كانوا باستقبال الملك الشاب ليدخلوا به الى المملكة بكل حفاوة
وما أن وطئت قدماه المملكة حتى تناثر الورد من فوق رأسه حتى وصل الى باب قصر الملك عندها أستقبله الملك بكل حفاوة وقربه من مجلسه وهو يستأنس بحديث الملك الشاب غاية الآونس
لكن قرب الملك الشاب للملك نفسة كان يثير حفيظة بعض رجال دولة الملك
ليس حرصا على الملك أو المملكة لكن حرص على نفوذهم الذي يضنون أن هناك خطر يهدده
أنقضت أيام الضيافة ومهما حاول الملك الشاب مغادرة المملكة لم يأذن له الملك لتعلقه الشديد به وبكلامه الذي أمسى لا يستسيغ غيرة
حتى مضت الايام وطلب الملك الشاب الاذن من الملك بالمغادرة والتوجه الى مملكته عندها لم يكن من الملك الا الموافقة على مضض
امر الملك بأن تهيأ السرادق لتحمل الملك الشاب بموكب مهيب حيث مملكته
الا أن الملك الشاب أكتفى من الملك بأن يشيعه بعض الفرسان حيث بوابة المملكة الرئيسية فوافق الملك على أن يكون هو على رأس المشيعين له
وصل موكب توديع الملك الشاب الى بوابة المملكة الرئيسية وتمت مغادرة الملك الشاب وحاشيته بعد أن وجه دعوى للملك بزيارة المملكة فوافق الملك ووعده بأنها ستكون بأقرب مما يتصور
كان الطريق بين المملكتان أربع ليال غير أن الملك بمسيرة وحاشيته التي أستصحبها معه فقد تستمر لأكثر من سبعة أيام بلياليها
حتى حدث ما حدث في تلك الليلة حين أغير على مخيم الملك الشاب مجموعة كانت تقصد حياة الملك الشاب نفسه ولا أحد غيرة
وتم ذلك مع اختراق سهم بصدرة وآخر ببطنه وثالث الذي كان فيه منيته أخترق قلبه
فمات في الحال
فهم رجال الدولة في مخيم الملك الشاب بالتوجه للمسير وأعطيت الاوامر بأن لا يتم التوقف حتى الوصول الى مملكتهم
وصل موكب الملك الشاب المغدور الى المملكة بشكل يرثا لها ولم يصدق المستقبلون ما تشاهدهُ أعينهم
رفعت جثة الملك الشاب على الاكتاف والذهول قد ساد المملكة بأجمعها وأعلنت حاله الطوارئ في المملكة
أقيمت مراسيم دفن جثة الملك الشاب ودفنت معه محاولان السلام المنشود والذي يتطلع له شعب مملكته
بعد مراسيم الدفن وفي ساعة متأخرة من الليل أقيم اجتماع موسع لجميع رجالات وقادة الجيش والاستماع الى شهادة الموكب المرافق للملك الشاب المغدور
وكانت جميع الدلالات تشير الى أن اغتيال الملك الشاب كان مدبرا من الملك وما أستقبل به الملك الشاب المغدور من حفاوة الا لأبعاد الشكوك عن فعلته عندها ينقض على المملكة ويسيطر عليها لتحقيق حلمه الذي طالما تمناه
ومن الجهة الاخرى علم الملك باغتيال الملك الشاب فحزن غاية الحزن وأخذ منه الجزع مأخذه حتى أخذ الغضب تنفخ أوداجه
وبطريقة وأخرى علم أن الفاعل من رجال مملكته وتم القبض عليهم ولم يهدأ حتى أنزل العقاب بهم بنفسة وبسيفة الخاص
وهم بالتوجه الى مملكة الملك الشاب المغدور بنفسة لحلحلة خيوط المؤامرة التي حيكت ضد المملكتان
لكن الوقت نفذ ، أتت أشارة من قبل أبراج المراقبة والمواجهة لمملكة الشاب المغدور
تخبر الملك بأن جيشا جرار تبلغ أعداده بعشرات الالوف متوجة نحو المملكة
فما كان من الملك الا أن ينفخ بأبواق الحرب والاستعداد لخوضها
لأن الثقة انعدمت بشكل كامل بين المملكتين
سمعت ليمونه هذه الحكاية وهي تنفض أنفاسها حسرات على ما آلت الية الاحداث بين المملكتين بعد أن كادت تنهي صراعهما الازلي
فخاطبت كمونه قائله : برأيك هل كان من الممكن أن تسير الامور على ما يرام
فأجابتها كمونه : نعم ، كما حدث بين التجار عند الواحة
فقالت ليمونه : وما أمر قصتهم
فأجابت كمونه : ليس اليوم يا ليمونه لكن سأقصها لكِ في يوم آخر
| |
|