أبو حطاب اليتيم

أبو حطاب اليتيم




كان في الثالثة من العمر حين توفي اباه فنشأ يتيم الاب بين أسرته وأعمامه وأخواله

الذين أتخذوا من الحي الريفي موطنا لهم وهي تجمعهم مع عملهم الواحد الا وهو الزراعة

حيث كان الأقطاع آنذاك هو المهيمن على الاراضي والمزارعين مجرد عمال بأراضيهم ليس اكثر ، رغم أن ما يتم حصادة بعد نهاية موسم الحصاد

يقسم المحصول الى ثلاثة أثلاث

ثلثين للاقطاعي ويكون حصة المزارع هو الثلث فقط وغالبا ما تصرف حصة المزارع ( الثلث ) مسبقا كشراء بعض البذور والسماد التي تتم بعملية الزراعة

فجزء من تكلفتها

تقع على عاتق المزارع بالاضافة الى شراء طعام المعيشة في تلك الفترة من الحبوب الجافة والتمور والملبس

وبين تلك الايام ( أيام الزراعة ) تتخللها سفرات الى الاهوار حيث هواءها المنعش ومنظرها الخلاب ، ولكن ليس السفرات هنا للنزهة

رغم ما تحويه السفرة من شعور جميل يتخلل النفس لكن السبب الرئيسي للسفرة هي لصيد الاسماك بالاضافه الى الطيور حيث تعتبر المناطق الريفية

وخصوصا الاهوار

من أهم المناطق لتجمع الطيور في فصل الشتاء الذي يعتبر بالنسبة للطيور من المناطق الدافئة بالنسبة للمناطق التي هاجرت منها لأنها تأتي من مناطق الشمال

التي تتمتع بانخفاض حاد لدرجات الحرارة وتكافح للأستمرار والبقاء على قيد الحياة ، لكنها لا تعلم بأن شباك الصيادين بأنتظارها على أحر من الجمر

حيث تعتبر عملية صيد الاسماك والطيور من الموارد الرئيسية لعيش تلك المنطقة الريفية وسكانها

في تلك الاجواء نشأ ابو حطاب فكان أول من يُقدم لحلاقة رأسه قبل أقرانه من الصبيه وخصوصا عند قدوم العيد

كان ابو حطاب الاول في كل شيء وذلك كي لا يظن أنه مهمل لأنه يتيم الاب بل الكل هنا بمنزله أباه ، فكان هذا التصرف أعمامه وأخواله

العامل الرئيسي لتخفيف آلام الحرمان والاحساس باليتم في سن مبكرة

كان ابو حطاب أكبر أخوته فنشأ في أسرة تتألف من ثلاثة أخوة هو رابعهم وثلاثة أخوات وكان أكبرهم سنا بالأضافه الى أمه

فحمل أعباء الأسرة وهو في نعومه اضافرة ، فقد كان صغيرا في سنه الا أنه كان كبيرا في تفكيرة حتى قارن بالرجال في ذلك الوقت

فقد كان يُعامل كرجل لأنه وضعة المعاشي يحتم عليه ذلك .