الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 46 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: بائعة الحلوى الإثنين 31 أغسطس 2015, 10:25 pm | |
| بائعــــة الحلـــــوى
اعتصرت أفكاري لأترجم ما يجول بخاطري ليكون درسا تتعظ به نفسي ،
وإذا بحسرة تخرج من أعماق النفس تخط الحروف والكلمات التي تمتلئ بالغموض وكانت ردة فعلي
هي اعتصاري لذلك القلم عله يشفي صدري بجواب لتلك التساؤلات لكنه اختار الصمت والسكون
فزادت بفعله حيرتي فما كان لي إلا أن أخاطبه لعلة يفهم ما ارنوا إليه
_ إلا تترجم صراعات النفس التي بداخلي
القلم _ صراعات نفسك قد اتخذت أشكالا شتى والهدف واحد
_ وهل باستطاعتك أن تجمعها بفكرة واحدة إن كان هدفها مشترك
القلم _ هذا عمل سهل للغاية إن كنت تؤمن بما سأطرحه لك
_ إن كان الهدف مشترك فلا جدال في ذلك
القلم _ رأيتك تعيش صراعا لا قرار له
وجميع صراعاتك تصب في نهاية الأمر بمصبين
هما
تارة تدين ظلم النفس من الآخرين ، وأخرى من ظلم الشخص لنفسه
جعلك هذا الصراع تبحث عن الحرية
وآخر تدين ما آلت له أحوال الفقراء والحرمان المحيط بهم من كل جانب
جعلك تبحث عن الكرم والسخاء
وقد رأيت الهدف المشترك الذي يجمع أفكارك
وتطلعات ما تبحث عنه يكمن في
العــــــــــــــــــــــــدل
هل أنت على استعداد لأترجم ما أوضحته لك
_ من دواعي سروري ، فقط أملي علي ما ذكرت لأخطه موعظة تركن إليها النفس
متى ما جزعت
القلم _ حسنا ، أكتب
من مزايا هذه الأشجان أنها تحدث بكل زمان
قصة
ترجمت الم الشجون ، وأثبتت أن للألم نجوى
هي قصة
بائعة الحلــــــــــــــــــــــوى
يحكى أن طفلة بين عمر الصبا وريعان الشباب ، أمسى الغبار على شعرها كحناء الخضاب
أمسى والدها تحت التراب ، فكان لهذا الحزن ألف باب
وأمها قد أنهكها مرض عضال ، بعد إن أحاط بها من كل حال
وأخوة ٌ شعث الشعور غبر الوجوه ليس لمرضٌ حل بهم
بل الم الحاجة وقهر الفاقة أرهق حالهم
كانت تبيع الحلوى على الأطفال ، وصوتها يؤنسهم بحسن المقال
لتعود بعد يوم عصيب ، من بين الأزقة والحر اللهيب
تحمل للبيت ما يفيد ، من مأكل ٍ يجعل الطفلُ سعيد
علها تسد بها الأفواه ، ليكون من جوع وقاه
للقدر سلمت الحال ، وللضجر لم تشكوا البال
إلا أن حل ذلك اليوم ، الذي أبقاها متحيرة على من تلقي اللوم
اليوم كاد ينقضي ، والحر أمسى المعتدي
لقد سالت الحلوى على بعضها ، واتخذت شكلا جديدا غير شكلها
عندها انهمرت من عينها الدموع ، وتمتمت بشفاهها الم الخضوع
ماذا أقول لأخوتي ، أن حملت لهم بدل الطعام لوعتي
ماذا لو تعالا صياحهم ، وما من قرص خبز يُسكن جوعهم
ماذا ثم ماذا ثم ماذا ، كيف أجيب وعلى ماذا
تقرب لها شاب للوجه صبوح ، له أزكى عطرا من بين ثناياه يفوح
كفكفي عنك الدموع ، ونبذي الم الخضوع
فأنا سأشتري الحلوى ، وأزيد في السعر لتكون لكِ نجوى
أي حلوى تشتري ، وهي للأكل لا تنتمي
نادى عليها لا تركني ، لهذا القول وتناولي
هذه هي النقود ، عجلي لأخوتكِ بأكلكِ الموعود
لم أرى سيرا أمامي ، بل حلقت طيرا كحمامي
قصدت أخوتها قبل أن يحل الظلام ، لتعالج جوعهم بلقمه ٌبكل ود وسلام
لكنني بحيرتي ، ازداد الفقر بمدينتي
كيف أذا سالت الحلوى غدا ، من يرسم على شفاههم الندا
وما هو الحصن المنيع ، لنحفظ به حق الجميع
ها هو فصل الخطاب ، كالإلهام يأتي إن هو حُسن المآب
كل فقر كل جرم كل ظلم وعتيد
ليس للأقوام مجد إلا بالعدل المفيد
هو عدلٌ ثم عدلٌ ثم عدل
يبقى عدلٌ يبقى عدلٌ يبقى عدل | |
|