حكايات قلم ( القلم وحسن التدبير ) ..... الحكاية الحادية والعشرون

الحكاية الحادية والعشرون
القلم وحسن التدبير



جلست وانا مشغول الذهن بما سيقدمه القلم اليوم من لوحة واي حكمة سيدلي بها دلوي

لتنعش تفيري وتوسع آفاق تجربتي في الحياة

وانا في تلك الحال بدأت نظراتي تراقب حركات القلم لكن هذه المرة اجتمعت في حركات القلم صفات عدة منها

التفاؤل ، اليأس ، الغموض ، ......

مما زاد في وح الحماس حتى دبت في عروقي روح المعرفة وحب الاستطلاع

وفي خضم تلك الصراعات التي تكونت في داخلي أشرع القلم في الانتهاء

من رسم لوحته عندها سكنت حركته وتوزعت نظراته بيني وبين اللوحة

تارة ينظر الي واخرى يحدق باللوحة

وكأنه يخبرني بالتزود منها بنظرات لأنها ستكون محطة مهمة في حياتي العملية

وبالفعل نظرت اليها واذا بها

لوحة تبعث الانتعاش في النفوس لأنها كانت عبارة عن قدح مملوء بالماء

عندها بادرته قائلا :

لو كان رسمك للقدح وهو مملوء بالماء لكانت اللوحة اجمل ومنعشة اكثر

عندها تبسم القلم قائلا :

لو كان رسمي للقدح كما تقول أذا لا فائدة من حكمة اليوم

فقلت له : ولم َ

فأجاب : بماذا يلهمك تفكيرك وانت تنظر الى اللوحة

فقلت له : أرى قدح ملئ نصفة بالماء فقط

فقال القلم : أمعن النظر مرة اخرى

فقلت له وقد بانت ابتسامتي العريضة على شفتي :

نعم علمت الان ، انك تقصد نصف القدح الغير المملوء

عندها ابتسم القلم ابتسامه خفيفة وقد اطرق ، ثم بادرني قائلا :

ايضا لم يكن قصدي قولك هذا

فتعجبت وبانت ملامح التعجب علي

فقلت له : اذا ما تريد بلوحتك هذه وما هو مقصدك منها

فأجاب : قصدت القدح ككل بما يحتويه

حينها فهمت مقصد القلم وما يروم اليه بحركة القبول وانا اهز اليه برأسي

فبادرني قائلا : كل امر تمر به

لا تنظر الى الايجابيات بمعزل على ما يحتويه من سلبيات

بل انظر الى الاثنين معا

لكي يكون لك في سلبياته درسا للمحافظة على الايجابيات التي ستكون

العامل الابرز لمعالجة تلك السلبيات