الكاتب القاص المدير العام
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 20/11/2013 العمر : 45 الموقع : العراق - بغداد
| موضوع: حكايات كمونه وليمونه ( دهاء مدينة وحكمة رجل ) ..... الحلقة الخامسة الجمعة 27 ديسمبر 2013, 10:00 pm | |
| الحلقة الخامسة دهاء مدينة وحكمة رجل
افترشت ليمونه ذراعيها وهي تنصت لما ستقصه عليها كمونه التي
بدأت بحكايتها قائله :
يحكى في سالف الأزمان والأيام
والناس في رغد العيش والوئام
كان سكان القرية يعيشون متآلفين ومتحابين فيما بينهم وكانت أيامهم من أجمل الأيام
وكانت القرية جل اعتمادها على أحد سكانها الذي يجلب الحطب لهم من الغابة القريبة من سفح الجبل الكبير
وكان الحطاب رجل سوي محب لأهل قريته وهو مشهور بحكمته عند أهل القرية
أضافه إلى الرجال الآخرين الذين يؤمنون لأهل قريتهم ما يحتاجونه
من مأكل وملبس وأدوات منزليه أخرى
كانوا سعداء جدا بحياتهم التي لا تشوبها شائبة
حتى حدث ما حدث في أحدى ليالي الشتاء الباردة وفي غفلة من أهل القرية ، هجمت مجموعة من الذئاب على القرية وافترست عدد كبير من المواشي
فاستيقظ أهل القرية على أصوات الذئاب وهم يسمعون أصوات ماشيتهم عند افتراسها من قبل الذئاب
لم يستطع أهل القرية الخروج من منازلهم حتى سكنت الأصوات
وأيقنوا أن الذئاب قد غادرت القرية
وما حل الصباح إلا وأهل القرية مذهولون من شدة حجم الكارثة التي حلت بهم
يبدوا لأن الذئاب كانت قطيع كامل لأنها افترست العشرات من الماشية
أجتمع أهل القرية على رأي موحد هو تحصين حقول الماشية والأغنام بأنواع
الحيل لإجبار الذئاب على عدم العودة إلى القرية مرة أخرى أن همت بالرجوع
الذي بات مسألة أن يحل الليل بسواده على أهل القرية
ولم يحل المساء إلا وأهل القرية قد انتبهوا من عملهم لقد تم تأمين جميع المداخل لحقول الماشية والأغنام
وتم أنشاء بيوت وهمية للحيوانات محاولة من أهل القرية لاستدراج الذئاب والثأر منها لما خلفته من دمار في الليلة الماضية
أسدل الظلام بسواده حتى غشي القرية ورجال القرية كلا حسب موقعة لمواجهة هجوم الذئاب المرتقب
وما هي إلا لحظات وإذا بالذئاب تهجم على قطعان أهل القرية والناس في ذهول من تصرفاتها
حتى بات الذئب يعضض على رقبة الخروف ويجري والخروف يجري طواعية له
يا لها من طريقة للصيد وكأنها تحدي لأهل القرية وكأن الذئاب قد علمت بما يخبئه أهل القرية لها من مكر وخديعة فقابلتهم بمكرها الذي انتصر في نهاية هذه الليلة
وفي صباح اليوم التالي حيث كان الناس منشغلين بلملمة انتكاسه الليلة الماضية
أتاهم خبر إن الحطاب قد عزم على الذهاب إلى الغابة للاحتطاب
فهرع الناس بجمعهم إلى بيت الحطاب لمعرفة الخبر
ولم يطرقوا باب الدار حتى خرج الحطاب ففوجئ بأهل قريته مجتمعين عند باب الدار
علم أنهم سمعوا بخبر قصده للغابة
عندها قرر أن يطلعهم على ما عزم عليه قائلا لهم :
جميعكم يعلم ما فعلت الذئاب بهجومها على قريتنا في الليلتين الماضيتين تاركه وراءها الخراب والدمار بمزروعاتنا وماشيتنا
وكيف لم تنفع معها جميع حيلنا
وان كان هناك من سبب فلأنها تراقب قريتنا عن كثب حتى تخطت جميع حيلنا للإطاحة بها
وإذا استمرت بنا هذه الحال فان الذئاب إن كانت اليوم تسد جوعها بالمواشي فلا عجب بالغد إن افترست الأطفال
فسألوه : وهل الحل إن تذهب للاحتطاب
فأجابهم : بل نقصد الغابة لطرد الذئاب منها إن وافقتموني على ما أعددته لها
فقالوا : وما هي خطتك
فشرح لهم خطته فوافقوا في الحال
وبالفعل استعد الرجال لبدء العمل فقصدوا الغابة وقد انقسم الرجال إلى فريقين
فريق أشعل النيران في أماكن محددة في الغابة ومراقبتها كي لا تخرج عن السيطرة
والفريق الآخر يحملون بأيديهم كل ما من شانه يحدث ضوضاء وصوت عالي
من طبول وأدواتهم المنزلية كالقدور وغيرها
دخلوا الغابة وهم يضربون على ما يحملوه بأيديهم وبدأت النار تشتعل في الغابة هنا وهناك
حتى تعمق الرجال في الغابة والى الآن لا اثر للذئاب
تعمق الرجال أكثر حتى وصلوا إلى سفح الجبل الكبير وإذا هم يبصرون بالذئاب وهي تعتلى الجبل وتراقب بنظراتها الحادة مصدر هذا الصوت وسبب هذه النيران
بعدها قصدت أعلى الجبل واختفت ولم يرها سكان القرية منذ ذلك اليوم وكل هذا بحكمة الحطاب وحدة
وان جميع حيل ودهاء أهل القرية لم تنفع مع مكر الذئاب
فاستوت ليمونه جالسة وهي تخاطب كمونه : لولا الحطاب لما بقي باق من أهل هذه القرية
ويبدوا إن الذئاب قد وعت الدرس من بدايته ولن تعود أبدا
فأجابتها كمونه : صدقت يا ليمونه
لكن هناك من لا يستسلم وتبقى محاولاته ما دام فيه عرق ينبض
كحكاية القرد والتمساح
التي أقصها عليكِ غدا
فقالت ليمونه : أزداد شوقي لهذه القصة أكثر ، سأنتظر بكل شوق
| |
|