رجلٌ في الزمن الصعب

رجل ٌ في الزمن الصعب



كل يوم كان عجوز ياتي ويجلس قرب الدكان ويراقب احد الاطفال وهو يبيع علب معدنية فارغة للمحل

كان ذلك الطفل يجمع علب العصائر المعدنية من القمامة طوال النهار

وعند المساء يبيعها الى صاحب ذلك المحل ، بعدها يعد نقوده هو مبتسم ويذهب قاصدا سكناه  

ومن شدة ما لفت انتباهي ذلك العجوز وهو يراقب الطفل الصغير

سألته : أراك تراقب هذا الطفل باستمرار ولما هذا الطفل دون سواه

فأجاب العجوز : لان هذا الطفل مميز وهو يحمل سرا في عمله هذا

فقلت له : أي سر وهو كباقي العديد من الاطفال من يمتهنون هذا العمل

فأجابني : لكن ليس كل الاطفال قد تعوق آباءهم جراء الانفجارات

عندها علمت أن ما يحمله هذا الطفل هو أقل ما يطلق علية سر

وأنا أشعر بأن قصة هذا الطفل أن هي الا مأساة

وقررت في نفسي أن أعرف أي أسرار تحمل شخصية وحكاية ذلك الطفل

وجهت كلامي للرجل العجوز : الا تخبرني بقصة الطفل

فأجاب : نعم

قبل أشهر كان هذا الطفل كأقرانه من الاطفال أذ هو في الصف الخامس الابتدائي

وأبوة رجل يعمل عامل بناء حيث كان يتجمع مع أصحابة في ساحة العمال التي يقصدها كل من يحتاج الى عمال بناء

وأنت تعلم أن هذا التجمع للعمال قد أستهدف أكثر من مرة وراح ضحيته عشرات الضحايا

ومن مشيئة القدر أذ كان والد هذا الطفل متواجد في صباح ذلك اليوم الذي حدث فيه الانفجار

وأصاب بإصابات بالغة

أقعدته بالبيت وهو بالكاد يتحرك هنا وهناك

كانت أصابته بمثابه كتاب رسمي قد أحاله على التقاعد

ومنذ ذلك اليوم وهذا الطفل تراه يجمع علب العصائر المعدنية من النفايات

ليبيعها عسى أن يأتي لأمه وأبوة وأخوة الذي يصغره بسنه وأخته الصغيرة ولو بلقمة عيش بسيطة

صدق أو لا تصدق

أن هذه العائلة أغلب متطلباتها تقع على عاتق هذا الطفل الصغير

وما جعلني أراقبه باستمرار

لأني أرى فيه

رجـــــــلٌ في الزمن الصعــــــب