حكايات قلم ( القلم والصبر ) ..... الحكاية التاسعة

الحكاية التاسعة
القلم والصبر




يا له من جبل شامخ عملاق لطالما دل الجبل العظيم على عضمه التحدي كانت لوحه تبعث في النفس روح التحدي وروح الكبرياء أمام اقزام الحياه كانت لوحه تحمل بصمات الصبر

أمام دولاب الحياه الذي لا يتوقف

وهي تمثل ذلك الجبل الشاهق بكبريائه وبالقرب منه بعض المتغطرسين الذين باتو يرمون ذلك الجبل بالحجارة وشفاهم ترسم السخرية وافعالهم تثبت دنائه افعالهم تجاه ذلك الجبل

المرتفع بشموخه

والملفت في هذه اللوحة ان الجبل لم يتأثر بالحجارة التي ترمى به بل على العكس فأنها حين تستقر الحجارة على الجبل فأنها تزيد عضمه وتطغي جمال على جماله

ما ان توجهت بناظري من هذه اللوحة حتى وقع ناظري على لوحه أخرى لطالما أضحكتني حتى ارتفع صوتي ولفتره طويله حتى اسكرني الضحك ولم استيقظ من سكرتي

الا وصوت القلم يطرق اسماعي : يبدوا انك فهمت ما تعنيه هاتان اللوحتان ولكن ما ترى في هذه اللوحة اولاً

فقلت : أرى الجبل ازداد صلابه على ما كان عليه في اللوحة الاولى وما اضحكني هو هؤلاء الاقزام الذين كانوا يرمون الجبل بالحجارة وهم يبعثون بنظرات الاستهزاء الى شموخ

الجبل باتوا في هذه اللوحة بائسين وهم يشدون بأسنانهم على شفاههم وقد نفذت حيلهم أمام صبر الجبل حتى وصل الامر الى بعضهم وهم يبحثون على ركبهم امام الجبل رغم انوفهم

وهذا الامر مما زاد في سعادتي لرؤيتي هؤلاء المتكبرين وهم ينهزمون بهذه الطريقة أمام هذا الجبل الشاهق بروحه رغم ان الجبل لم يرمهم بحجر واحد وهذا من عجائب هذه اللوحة

وبعد الانتهاء من سرد ما رأيت خاطبني القلم قائلاً : ماذا تعلمت من هاتان اللوحتان

فقلت له : مهما يكن ما ترمي به فالصبر يهزم ذلك ، عندها اضاف القلم : الصبر يزيد من القوه والثبات ويرد كيد الكائدين الى نحورهم ويقلب موازين افعاله